مرض السمنة

مرض السمنة

مرض السمنة

هل تتخيل أن نسبة السمنة ازدادت إلى 3 أضعاف، في مختلف أنحاء العالم خلال أقل من نصف قرن!
ولم تعد السمنة بعد بحثنا وفهمنا لها مجرد زيادة في الوزن بشكل عام، بل ظهرت عدة عواقب جعلت من مرض السمنة ظاهرةً تحمل قدرًا لا يستهان به من الخطورة ينبغي الانتباه لها ومواجهتها مبكرًا، قبل أن تصبح أكثر تحديًا وصعوبة في السيطرة عليها.. ولكي نواجه أمرًا ما ينبغي فهمه ومعرفة أسبابه وعواقبه حتى نستعد جيدًا للتغلب عليه.. فما هو مرض السمنة؟ ولماذا ينبغي البدء في علاج السمنة في أقرب وقت ممكن!

 

ما هو مرض السمنة أو السمنة المفرطة؟

يُعرَّفُ مرض السمنة طبيًا بأنه التراكم المتزايد للدهون في الجسم إلى المستوى الذي يبدأ بتشكيل خطر على صحة الإنسان.

ولكي نستطيع تشخيص أو قياس السمنة بشكل مبدئي، فإننا نستعين بـ مؤشر كتلة الجسم BMI.

ستحتاج لمعلومتين فقط لمعرفة “مؤشر كتلة الجسم”، وزنك (بالكيلوجرام) وطولك (بالمتر)؛ ثم تحصل على مؤشر كتلة الجسم بقسمة الوزن على مربع الطول؛ ويمكنك معرفته باستخدام حاسبة مؤشر كتلة الجسم.

وبحسب نتيجة مؤشر كتلة الجسم، فإن:

  • أقل من 18.5 ← نحافة.
  • من 18.5 إلى 24.9 ← الوزن الطبيعي.
  • من 25 إلى 29.9 ← وزن زائد.
  • بدايةً من 30 فأكثر← مرض السمنة.
  • بدايةً من 40 فأكثر← السمنة المفرطة.

يعطينا مؤشر كتلة الجسم قياسًا تقريبيًا لوزن الشخص نسبةً إلى طوله وليس مقياسًا لنسبة الدهون أو توزيعها بالجسم؛ لذا قد نستعين بقياسات أكثر دقة (مثل: سُمك ثنايا الجلد ومقاس الخصر… وغيرها) لقياس السمنة وتوزيع الدهون في الجسم.

◄◄ من المقلق مؤخرًا تزايد نسب السمنة عند الأطفال؛ مما يعني زيادة فرص استمرار مرض السمنة بعد البلوغ وتعرضهم لمضاعفات السمنة مثل: صعوبات التنفس أو زيادة خطر الإصابة بالكسور أو ارتفاع مقاومة الأنسولين وغيرها… بالإضافة للآثار النفسية؛ لذا ينبغي الانتباه مبكرًا.. والبدء فورًا في علاج السمنة عند الأطفال قبل أن يصبح الأمر مصدرًا لأي خطورة.

 

ما هي أضرار مرض السمنة؟

يعرض مرض السمنة المفرطة الأشخاص إلى مضاعفات أو مشكلات صحية تختلف بحسب الوزن الزائد وتوزيع الدهون بالجسم وحالة كل شخص، ومنها:

  • داء السكري من النوع الثاني، حيث تربط دراسات عديدة بين مرض السمنة ومرض السكر.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • ارتفاع نسبة الكوليسترول والدهون الثلاثية بالدم.
  • أمراض الأوعية الدموية أو أمراض القلب أو السكتة الدماغية.
  • أمراض المرارة.
  • أمراض المفاصل والعظام.
  • انقطاع التنفس أثناء النوم، ومشاكل التنفس عمومًا.
  • بعض الالتهابات المزمنة.
  • بعض أنواع السرطان (الثدي أو القولون أو بطانة الرحم).
  • الأمراض النفسية مثل: الاكتئاب والقلق وانخفاض التقدير الذاتي وضعف الثقة بالنفس أو الانعزال عن المجتمع.
  • آلام الجسم وصعوبة أداء المهام اليومية.
  • الكبد الدهني.
  • مشاكل الخصوبة عند الرجال، وصعوبة الإنجاب عند النساء.

 

ما هي أسباب مرض السمنة؟

  • التناول المستمر للأطعمة الغنية بالسكريات والدهون (مرتفعة السعرات الحرارية) بكميات تفوق الاحتياج اليومي للجسم… ومع تخزين السعرات الزائدة على شكل دهون، يظهر مرض السمنة على المدى الطويل.
  • نمط الحياة قليل الحركة.
  • عدم أخذ قسطٍ كافٍ من النوم أو السهر لوقتٍ متأخر باستمرار، قد يؤدي إلى تغيرات هرمونية تجعلك تشعر بالجوع وتشتهي بعض الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية.
  • الحمل، إذ قد يكون من الصعب أحيانًا فقدان الوزن المكتسب أثناء الحمل.
  • الإصابة ببعض الأمراض مثل:
    – تكيس المبايض.

– قصور الغدة الدرقية.

– التهابات المفاصل.

هناك عوامل قد تجعل البعض أكثر عرضةً لـ مرض السمنة مثل:

  • الاستعداد الوراثي أو الجيني.
  • التقدم في السن، مما قد يؤدي إلى انخفاض كتلة العضلات وبطء معدل الأيض.
  • يؤدي الاكتئاب أو بعض الاضطرابات النفسية أحيانًا إلى مرض السمنة، حيث يلجأ الشخص إلى الأكل من أجل الراحة النفسية أو هربًا من الضغوط؛ كما يمكن أن تسبب بعض مضادات الاكتئاب زيادة الوزن.
  • الإقلاع عن التدخين قد يصاحبه زيادة الوزن؛ لذا من المهم التركيز على النظام الغذائي وممارسة الرياضة أثناء الإقلاع عن التدخين.
  • بعض الأدوية (مثل: الكورتيزون أو حبوب منع الحمل) يمكن أن تتسبب في مرض السمنة على المدى البعيد.

 

علاج السمنة

الخبر الجيد أن مرض السمنة يمكن علاجه بفعالية، خاصةً مع البدء أولًا بعلاج أسباب السمنة لضمان استمرارية النتائج، كما يمكن تجنب السمنة والوقاية منها أيضًا.
وتشمل خيارات علاج السمنة:

  • تحسين العادات الغذائية، وزيادة النشاط اليومي بما يناسب قدرتك على التحمل ومعدل التمثيل الغذائي لديك؛ وذلك بمساعدة فريق طبي مؤهل.
  • الحصول على الدعم النفسي من متخصص، للتغلب على أي قلق أو اكتئاب أو مشاكل عاطفية تسبب اضطرابات في الأكل.
  • العلاج الدوائي، لمنع امتصاص الدهون أو خفض الشهية، ولكن قد تسبب هذه الأدوية آثارًا جانبية غير مرغوبة، مثل اضطرابات الأمعاء أو البراز الدهني، ولا بد من الالتزام بنظام غذائي ورياضي بجانب الأدوية.
  • عندما تفشل الطرق السابقة، تصبح عمليات علاج السمنة الحل الأفضل (مثل: تكميم المعدة أو تحويل المسار…إلخ)، بالأخص لمن يعانون السمنة المفرطة أو لديهم أمراض مصاحبة للسمنة؛ لأنها خطوة هامة على طريق علاج السمنة تؤهل المرضى لبدء نمط حياة صحي.قد ينصح الطبيب بإنقاص بعض الوزن قبل العملية؛ ويتضمن الاستعداد للعملية استشارة المتخصصين للتأكد من استعداد المريض النفسي والبدني للعملية، وما يعقبها من تغييرات ضرورية في نمط الحياة لينجح في إنقاص الوزن الصحي والتمسك بالحياة الجديدة بعده.