تحويل مسار المعدة

تحويل مسار المعدة

عندما تفشل المحاولات العديدة بالطرق التقليدية في تحقيق فقدان الوزن الزائد أو الحفاظ على انخفاض الوزن لمدىً طويل، تفتح جراحات السمنة الباب أمامك لتحقيق تلك الغاية بصورةٍ هائلة، ومن تلك الجراحات عملية تحويل مسار المعدة أو ما يُطلق عليها مجازًا “تحويل المسار”، وتُعد من أهم عمليات السمنة إذ تنتشر بشكلٍ كبيرٍ في مصر وجميع أنحاء العالم؛ فما هي عملية تحويل مسار المعدة؟ وما الفوائد العديدة التي تدفع مرضى السمنة لإجرائها؟ وفيما تختلف عن عملية تكميم المعدة؟ وغيرها من الأسئلة التي تشغل بال جميع من يفكر في إجراء إحدى عمليات السمنة.

عملية تحويل مسار المعدة، ماهي؟

عملية تحويل المسار (Roux-en-Y gastric bypass هي إحدى عمليات خفض الوزن، التي تشتمل على خطوتين يتم إجراؤهما بالمنظار وأحدث الأدوات الدقيقة، وهُما:

  • أولًا: عمل “جيب” صغير بالمعدة (Pouch)؛ حيث يفصل الجراح المعدة إلى جزء كبير وآخر أصغر، ثم يلي ذلك خياطة الجزء الأصغر ليصبح على شكل جيب صغير -في حجم البيضة تقريبًا- ولا يتسع سوى لكميةٍ ضئيلةٍ من الطعام.

◄ مع هذه المعدة الصغيرة والحَد من كمية الطعام الممكن تناولها.. تُمكنك عملية تحويل مسار المعدة من الشعور بالشبع بسرعة وتناول طعامٍ أقل.

  • ثانيًا: تحويل المسار؛ حيث يصل الجراح هذا “الجيب المَعِدي” بالأمعاء الدقيقة متجاوزًا الجزء العلوي منها (الاثنا عشر).
    ◄ وبذلك، عند الأكل.. يمر الطعام مباشرةً من المعدة إلى الجزء الأوسط من الأمعاء الدقيقة (المَعِي الصائِم Jejunum)، مما يَحِد من امتصاص الطعام والسعرات الحرارية التي يحتوي عليها.
  • وتستغرق العملية قرابة 45 دقيقة.

أهم فوائد عملية تحويل مسار الأمعاء

تمنح عملية تحويل مسار الأمعاء العديد من المزايا الثمينة لمرضى السمنة، تشمل الآتي:

  • على المدى القصير، التخلص من 60% إلى 80% من وزن الجسم الزائد خلال عام إلى عام ونصف (بمعنى إذا كان وزنك حوالي 150 كيلوجرامًا، فيمكنك فقدان أكثر من 50 أو 60 كيلوجرامًا من وزنك خلال تلك المدة).
  • على المدى البعيد، تُظهر الأبحاث وتجارب المرضى أنه حتى بعد 10 إلى 20 عامًا من عملية تحويل مسار المعدة، يحافظ مُعظم الأشخاص على فقدان الوزن الزائد بدون عودة إلى السمنة مجددًا.
  • الشعور بالشبع بشكل أسرع بعد العملية، وانخفاض الشعور بالجوع بين الوجبات.
  • “عملية تحويل مسار المعدة هي علاج حقيقي وفعال لمرضى السكر من النوع الثاني”
    هذا ما أكدته التجارب والدراسات، حيث يبدأ مرض السكر “النوع الثاني” في الاختفاء خلال أيام من إجراء تحويل المسار دون حتى انتظار فقدان الوزن.
    وخلال السنة الأولى بعد تحويل مسار المعدة يصل قرابة 75% من المرضى إلى الشفاء التام دون الحاجة إلى تناول العلاجات والأدوية مجددًا؛ ووجدت الدراسات استمرار هذا الشفاء حتى بعد 5 سنوات من العملية؛ بالأخص مع الالتزام بتعليمات الطبيب والنظام الصحي.
    فيما يحقق باقي المرضى تحسنًا كبيرًا يدفع الطبيب لتقليل جرعات الأدوية؛ وحتى أولئك الذين يستعملون إبر الإنسولين قد يحولهم الطبيب إلى تناول أقراص الدواء دون الحاجة للإنسولين؛ هذا بالإضافة لتقليل احتماليات مضاعفات مرض السكر بنسبة كبيرة.
  • تتحسن إمكانية علاج العديد من المشكلات الصحية الأخرى المرتبطة بزيادة الوزن، وقد تختفي تمامًا بعد عملية تحويل مسار المعدة، ومن أمثلتها:

← ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكوليسترول والدهون الثلاثية، وانقطاع التنفس أثناء النوم، وارتجاع المرّيء، والربو؛ حيث تصل الحالات السابقة إلى الشفاء أو تحسُّن ملحوظ في نسبة 80% إلى                     100% من المرضى.
← التهاب المفاصل، وآلام الظهر أو الأطراف، والاكتئاب أيضًا؛ وتصل نسبة التحسن والشفاء فيهم من 52% إلى 73% من المرضى.
◄ تتحسن الحالة العامة صحيًا ونفسيًا وبدنيًا بشكل كبير بمجرد مرور 6 أسابيع بعد تحويل مسار المعدة في 35% من المرضى، لترتفع إلى أكثر من 80% من المرضى بعد مرور 18 شهرًا.

 

  • كذلك يقيك فقدان الوزن الزائد مبكرًا من التعرض لإحدى المشكلات الصحية السابقة.
  • تتحسن الحالة النفسية بصورة ملحوظة بعد العملية، خاصةً عند بداية فقدان الوزن وتنامي الشعور بالثقة والصحة الجيدة؛ بالإضافة إلى تقليل الأدوية التى كانت تستخدم لعلاج الأمراض المصاحبة للسمنة أو التوقف عنها تماما عندما يرى الطبيب أن المريض لم يعُد بحاجة إليها.
  • تتميز عملية تحويل مسار المعدة عن تكميم المعدة بأنها يُمكن إجراؤها للأشخاص الذين يُفرِطون في تناول السكرات والحلوى، إذ أنها لا تكتفي بتقليل كمية الطعام بل تقلل أيضًا من امتصاصه.
  • تُجرى عملية تحويل مسار المعدة بالمنظار، مما يعني:
    ← العودة للمنزل خلال يوم واحد من إجراء العملية.
    ← ألم أقل، وشكل جمالي أفضل.
    ← العودة لممارسة الأنشطة اليومية بعد حوالي أسبوع.
  • لتُصبح العملية بدون ألم تقريبًا، يقوم د. طارق أبو زيد بتركيب جهاز تسكين الألم (أو مضخة PCA) لمرضاه بعد العملية، ليقوم الجهاز بضخ جرعات منتظمة ومحسوبة بدقة في الجسم؛ مما يلاشي تقريبًا الشعور بالألم.
  • استمرار إجراء عملية تحويل مسار المعدة حتى الآن برغم كونها من أقدم عمليات السمنة هو أكبر دليل على أمانها وفعاليتها التي تزداد يومًا بعد يوم مع تقدم أساليب وتقنيات الجراحة.
  • يُمكن الرجوع في العملية إذا دعت الحاجة لأي سببٍ طارئ، لأن الجزء الذي تم فصله من المعدة يبقى موجودًا دون إزالته من الجسم.

هل هُناك مضاعفات لـ تحويل المسار؟

اتباعنا لأحدث التقنيات واستعمال الأدوات الجراحية الدقيقة بإتقان ودقة، واستخدام أحدث طرق ومواد التخدير الآمنة تجعل عملية تحويل مسار المعدة آمنة جدًا، وتقلل كثيرًا من احتماليات المضاعفات التي من بينها:
– التسريب من جدار المعدة.
– النزيف أو العدوى، والتي نتبع أحدث وسائل الجراحة والتعقيم لتجنبها تمامًا.

وقد يلي عملية تحويل مسار المعدة بعض المضاعفات الأخرى، مثل:
– متلازمة الإغراق، أو الإفراغ السريع للطعام من المعدة إلى الأمعاء دون هضمه جيدًا مما يسبب أعراضًا بعد الأكل، تختلف شدتها من شخص لآخر، كالغثيان أو القيء أو الإسهال؛ وحينها يقدم لك الطبيب بعض النصائح المتعلقة بتناول الطعام، كما يوصيك بتجنب بعض الأطعمة (مثل السكرات) وتناول أطعمة معينة (مثل تلك المحتوية على الألياف) حتى تتحسن تمامًا وتعود مجددًا لحالتك الطبيعية.
– قد يعاني البعض من حصوات المرارة بعد النزول الشديد للوزن، وهو أمر يُمكن علاجه بالمتابعة مع الطبيب.
– من النادر جدًا حدوث ضيق بالأمعاء أو فتق بالبطن، خاصةً مع إجراء العملية بالمنظار.

◄◄ ينبغي التأكيد على الالتزام بتعليمات الطبيب فيما يخص النظام الغذائي أو نصائح تناول الطعام أو الفيتامينات والمكملات الغذائية؛ وكذلك فيما يتعلق بالأدوية التي لا يُسمح بتناولها بعد العملية (مثل الأسبرين أو بعض أنواع المسكنات)؛ لأن ذلك يلعب الدور الأهم في الوقاية من أي أمور غير مرغوبة بعد العملية مثل القُرح أو سوء التغذية أو تمدد المعدة.

هل تصلح عملية تحويل مسار المعدة للجميع؟

نظرًا للفروق البدنية والصحية من شخصٍ لآخر؛ تستطيع مناقشة الطبيب لمعرفة إذا ما كُنت مرشحًا لـ عملية تحويل مسار المعدة أم لا، وقد يتضمن ذلك إجراء بعض الفحوصات.
ولكن بصورة عامة يستفيد من عملية تحويل المسار أولئك الأشخاص الذين يتجاوز مؤشر كتلة الجسم لديهم 40 أو الذين يقل لديهم مؤشر كتلة الجسم عن 40 مع وجود أمراض مصاحبة مترتبة على زيادة الوزن، كما هو الحال في أغلب عمليات السمنة.
كذلك يفيد تحويل المسار تحديدًا مرضى السكر أو من يعانون إدمان السكرات والحلوى، ويحقق معهم نتائج أفضل من جراحات السمنة الأخرى.

أنواع عملية تحويل مسار المعدة:

بحسب حاجة المريض، يُجرى حاليًا نوعين من عملية تحويل المسار، وهما:

  • تحويل مسار المعدة التقليدي (الكلاسيكي).
  • تحويل مسار المعدة المصغر.

تُعد عملية تحويل مسار المعدة تجربة فريدة لتحسين حالتك؛ تمُر خلال الشهر الأول بعدها بمرحلة تناول كميات صغيرة من الأطعمة اللينة والسوائل.. وبالتدريج، ستتمكن من إضافة الأطعمة الصلبة إلى نظامك الغذائي.
وبعد تناول بضعة ملاعق من الطعام ستشعر سريعًا بالشبع، كما قد يوصي طبيبك أيضًا بتناول المكملات الغذائية؛ وخلال عدة شهور يمكنك توقع فُقدان قرابة ثلثي وزن الجسم الزائد، والأهم من ذلك عدم زيادة الوزن مجددًا.

 

روابط المصادر: