عملية الساسي (ثنائي التقسيم)
ظهرت حديثًا عملية الساسي لتعكس تلك الطفرة الهائلة فيما يُعرف بعمليات السمنة، وأصبح الأمر يتخطى مُجرد إجراء عملية لخفض الوزن!
فبعد النتائج المميزة، سواء بالشفاء التام أو التحسن بصورة كبيرة في مرض السكر “النوع الثاني” وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول في الدم وغيرها… بنسب تكاد تصل أحيانًا إلى 100% من الأشخاص الذين أجروا عمليات مثل تكميم المعدة أو تحويل مسار المعدة؛ أصبح يُطلق على هذا النوع من العمليات “جراحات التمثيل الغذائي” وليست جراحات لعلاج السمنة فحسب، ومن أحدثها عملية الساسي التي تبشر نتائجها بخطوة كبيرة في علاج الأمراض المزمنة بجانب خفض الوزن، فما هي عملية الساسي بالتفصيل؟!
ما هي عملية الساسي (SASI-S)؟
عملية الساسي هي إجراء مُبتكر يجمع بين مزايا تكميم المعدة وتحويل المسار في عملية واحدة، ومنذ ظهورها في 2010 ما تزال تُجرى عليها العديد من التجارب والدراسات مع نجاح نتائجها المبشرة، لضمان الاستمرارية والأمان على المدى البعيد.
وتُجرى عملية الساسي بالمنظار على مرحلتين:
ï أولًا: تكميم المعدة، حيث يقص الجراح قرابة 80% من حجم المعدة لتصبح على شكل “كُم” أو أنبوب دقيق؛ فيقل الشعور بالجوع ويصل المريض سريعًا للشبع.
ï ثانيًا: يصنع الجراح مسارًا إضافيًا للطعام، حيث يصل الجزء العلوي من الأمعاء (الاثني عشر) بالجزء الأخير من الأمعاء الدقيقة (ما يُعرف بـاللفائفي ileum)، متجاوزًا بهذا المسار الإضافي مقدمة الأمعاء الدقيقة والجزء الأوسط منها؛ مما يقلل امتصاص الطعام وما يحتويه من دهون وسكريات وسعرات حرارية، محفزًا بذلك فقدان الوزن وضبط مستوى السكر بالدم.
◄ تستطيع بعد العملية العودة للمنزل خلال يوم من إجرائها، والعودة للعمل وممارسة الأنشطة اليومية بعد حوالي أسبوع.
يُطلق على عملية الساسي اسم عملية ثنائي التقسيم أو بصورةٍ أدق تحويل مسار ثنائي التقسيم وذلك لأنها ينتج عنها مساران للطعام، وهما:
- المسار العادي (المعدة← الاثنا عشر← وسط الأمعاء← الجزء الأخير بالأمعاء الدقيقة)؛ والذي يمر خلاله حوالي 30% من الطعام؛ مما يعني امتصاص الفيتامينات والمعادن بشكل طبيعي.
- المسار الإضافي (من المعدة إلى الجزء الأخير بالأمعاء الدقيقة مباشرةً)؛ ويمر خلاله 70% تقريبًا من الطعام؛ وبالتالي لا يتم امتصاص الكثير من الطعام والسكريات، مما يؤدي إلى فقدان الوزن وعلاج مرض السكر “النوع الثاني”.
مميزات عملية الساسي أو ثنائي التقسيم
- فقدان نسبة كبيرة من الوزن الزائد قد تصل لأكثر من 90% بعد عام واحد من عملية الساسي، بالأخص مع الالتزام بتعليمات الفريق الطبي.
- تشير الدراسات إلى سرعة إفراز الهرمونات المحفزة للشعور بالشبع عند تناول الطعام بعد عملية الساسي، وكذلك انخفاض إفراز هرمون الجوع بعد العملية مباشرةً.
- تُجرى عملية ساسي للتخسيس، وأيضًا لتحقيق فوائد صحية أكبر بكثير مثل:◄ الوصول إلى الشفاء التام من مرض السكر “النوع الثاني” أو التحسن بدرجة كبيرة في نسبة تصل إلى 99% من الحالات خلال عدة أسابيع! مما يعني تقليل تناول الأدوية العلاجية أو التوقف عنها بشكل نهائي.
ويرجع ذلك لعدة أسباب أهمها تحفيز إفراز بعض الهرمونات؛ التي ترفع بدورها من معدل إفراز الإنسولين من البنكرياس، وتقلل مقاومة خلايا الجسم للإنسولين، بالإضافة لتقليل تناول وامتصاص السعرات الحرارية بالطعام.◄ التعافي من ارتفاع ضغط الدم في قرابة 86% من المرضى.
◄ الوصول إلى المستوى الطبيعي للكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم في 97% إلى 100% من المرضى.
◄ التحسن في علاج ارتجاع المرّيء فيما يقارب 90% من المرضى.
◄ بالإضافة إلى سهولة الحركة وعلاج أمراض المفاصل وتحسن الحالة البدنية والنفسية بشكل عام. - تلافي مشاكل سوء التغذية مثل الأنيميا وغيرها بعد العملية، وعدم الحاجة إلى تناول الفيتامينات لفترات طويلة عند الالتزام بتعليمات الطعام الصحي التي يوصيك بها أخصائي التغذية العلاجية بالمركز.
- سلامة ممر القناة الهضمية وسهولة الوصول إلى القناة الصفراوية أو فحص الجهاز الهضمي بالمنظار عند الحاجة لأي إجراء تشخيصي أو علاجي.
- عدم استبعاد أي جزء من الجهاز الهضمي بشكل تام، مما يحافظ على أداء وحيوية الجهاز الهضمي بشكل جيد.
- يسهل الرجوع في تحويل المسار لأي سببٍ طارئ قد يستدعي ذلك.
- يمكن إجراء عملية الساسي لإصلاح عملية تكميم المعدة غير الناجحة.
هل تناسب عملية الساسي جميع مرضى السمنة؟
بعد الفحص وإجراء بعض التحاليل ومعرفة وضعك بدقة، يستطيع الطبيب تحديد ما إذا كنت مؤهلًا لـ عملية الساسي أم لا بحسب وزنك وحالتك الصحية ومعايير أخرى، ولكن عامةً يستفيد من عملية الساسي:
- أولئك الذين يزيد مؤشر كتلة الجسم BMI لديهم عن 40 كجم/م2 .
- مرضى السكر أو ارتفاع ضغط الدم أو غيرها من الأمراض المرتبطة بالسمنة، والذين يزيد مؤشر كتلة الجسم BMI لديهم عن 30 كجم/م2 .← تعرف على مؤشر كتلة الجسم BMI الخاص بك من هذا الرابط، أو بقسمة الوزن (كجم) على مربع الطول (م2).
- يُرجح إجراء عملية الساسي من عمر 18 إلى 65 عامًا، ولكن يمكن إجراؤها لمن هم دون 18 عامًا أو فوق 65 عامًا عند الحاجة لذلك باحتياطات معينة.
- ينبغي ألا يكون قد تم إجراء جراحة سابقة بمنطقة البطن.
مضاعفات عملية الساسي
كما هو الحال في جميع جراحات السمنة، تكون هناك احتمالية للمضاعفات في نسبة ضئيلة من الحالات مثل: حدوث التسريب أو ضيق بالأمعاء أو النزيف أو العدوى.
كما توجد أعراض أخرى قليلة الحدوث مثل: القيء أو الإسهال أو القُرح أو ارتجاع العصارة الصفراوية؛ ويصف حينها الطبيب أدوية علاجية فعالة حتى تتحسن حالة المريض وتختفي الأعراض.
يتابعك فريقنا الطبي بعناية في كل المراحل.. قبل عملية الساسي وأثنائها وبعدها ليساعدك على الوصول لوزن أقل وصحة أفضل بأمان وسلاسة، ويبقى دورك الهام جدًا في الالتزام بجميع نصائحنا والنظام الدوائي والغذائي التالي للعملية للوصول لأفضل نتيجة.